يوم 13-04-2022
الجو قاتم هذا الصباح و الأفق داكن ، لا أثر لشمس الربيع على باب السماء ، حجبها ضباب كثيف غطى وجه النهار ، غطى كل شيء ، غطى حتى الافئدة التي تحب ضياء الشمس و نور الوجود.
نظرات الخلق في الشوارع زائغة ، مشيتهم كأنهم سكارى و ما هم بسكارى، يخيل للمرء كأنهم أعجاز نخل خاوية ، كأنهم تائهون عن مرادهم أو عن أملهم أو أنفسهم ..تقاسيم وجوههم لم تعد تقول غير الألم منذ مدة ، منذ كورونا .
غابت الفرحة و ضلّت طريق العودة الى القلوب ، نُزعت الكمامات من على الوجوه ، ظلت الكمامات في الداخل، في كوابيس اليقظة و النوم كما ظل التوجس و الخوف من المجهول.
الى متى يا ربّهم ؟ الى متى؟
ربُّهم وحده أدرى بميقات بعثهم و حياتهم.
يا الله الذي في السماوات و الأرض ! الأسقام كثيرة و الايدي قصيرة و الصبر غير محتمل و الدوائر تدور على الضعاف من خلقك في مشارق الأرض و مغاربها ، و أكفّهم مرفوعة اليك فبيدك وحدك الخلاص ، وبك ينمو الامل من جديد و يبرعم في النفوس، و معك تنتهي كل النهايات العاتمة و تشرق البدايات المرتقبة .
هكذا دعت النملة ربها وهي تدور في جنبات الشرفة المطلة على العالم و عيونها الى السماء ترتقب شمس الربيع لتمد أرجلها
و تتمتع بحمام شمسي دافئ .