أمنيات بسيطة لسنة جديدة في غزة

أمنيات بسيطة لناس بسطاء مثل 80% من سكان هذا العالم.
الكل يطلب الأمان و نهاية الحرب ثم تاتي التفاصيل الصغيرة التي تجعل القلوب تنبض بالحياة :هذا يريد العودة و لو زحفًا الى داره التي قُصفت و آخر يتمنى ان يتربى الصغار في جوّ آمن و طفل يفتقد أخواله الذين طحنتهم رحى الحرب و طفلة لم تنسَ أنهم لم يعطوها فرصة لارتداء طاقمها الجديد و تتمنى استرجاعه و التبختر بلبسه.
كلهم يطلبون السلام لهم ، للناس المسحوقين على هذه الارض ، للعالم الذي بات على شفا حفرة من العدم بسبب أطماع الفراعنة الجدد و اتباعهم و اشياعهم الذين يشكلون 20% من سكان هذا العالم لكن أنيابهم افترست 80% من ثرواته و تبحث عن المزيد ، اذ لم تعد تريد ترك حتى الخمس الاخير ليقتات منه البسطاء من شعوب الكوكب ، لا تريد ترك حتى الفتات في جرأة ، قسوة و بلادة حسّ لا مثيل لها تحت تصفيقات الأغبياء ، الجبناء ، المتخاذلين و من عُرفوا بـ”الرُويضبة “و قوم تبّع و امثال هامان و المتمسّحين بأذيال قارون و الذين باعوا أرواحهم للشيطان و خرجوا ليس من مِلَل الأنبياء فقط و لكن من جنس البشر .
سلام يا أطفال غزة في هذه السنة و ما يعقبها من سنوات .
سلام على من بقي منكم ، من آبائكم و امهاتكم ، من اجدادكم و جداتكم ، من أخوالكم و خالاتكم ، من أعمامكم و عماتكم و من اخوتكم و اخواتكم .
سلام على غزة حتى تورق رياضها من جديد و تصفو سماؤها بعد حين .
سلام عليها حين تخرج كالعنقاء من تحت الرماد يناطح كبرياؤها السحاب و تجلو ضحكات صغارها في الازقة و الحارات الظلمات الحالكات عن وجه المدينة ليبدوَ مشرقا ،وضاحا أحسن مما كان.
هوّنوا عليكم يا أبناء غزة فعلى قدر البلايا يكون العوض و على قدر الصمود يكون النصر و على قدر المحنة تنفرج أبواب الفرج و على قدر أهل العزم تأتي العزائم ****وتأتي على قدر الكرام المكارم
و انتم يا كرام غزة أهلٌ لكرم ربّ العزة و لن يتركم ما وعدكم فوعده حقّ مثل فجر يشرق.
فسلام عليكم بما صبرتم و بما أبليتم و بما سجّلتم من بطولات سيتعب التاريخ في عدّها و تعدادها لتدرّس لأجيال بعدكم لن تحني الرؤوس بعد اليوم بفضلكم و بما علّمتم البشرية و لقنتم كل أجناسها من دروس الاباء و الانفة و العزة و الكبرياء .
فسنة ترفل يالامان و الخير و الاكرام لشعب مسالم لا يطلب الاّ الامان. ✍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *