العبرة بالنهاية

بعض القرارات المصيرية ستأخذها وجدك و لن يكون في ساحة المعركة سواك .الكثير سيتخلى عنك و قد يحكم عليك بقسوة ، و قد يصدق كل ما تقذف به اذا انت سقطت بل توقّع أنّ هناك من سيأخذ سكينا و يشترك في عملية التقطيع التي سيتعرض لها قلبك أو روحك أو عرضك و سمعتك لأنّ الناس ميّالون الى استسهال الامور، و تصديق تهمة او كذبة أو أي افتراء أو حكم باطل ضدك أسهل من البحث عن الحقيقة التي تنصفك وقد تجعلك في موقع الأبطال لو استخدموا عقولهم و حلّلوا القرار أو الموقف الذي سوّغت لهم انفسهم الصغيرة ان يحكموا عليك من خلاله ..
لا تهتم اذن بما يقال خلفك ، بما يقال فيك حين تُقدِمُ على أمر جَلَل وحدك أو قليل مثلك من يعرف قيمته و ضرورته و أهميته .
لا تكترث لنظرات الدهشة أو أقاويل البهتان التي ينسجها الضعفاء ، الجبناء و الحاقدون ضدك لتصغير أو تحريف مواقفك المشرفة و اعمالك السديدة و قراراتك الرشيدة التي هم غير قادرين عليها ، فهذه وسيلة دفاع ذاتي ليبرّروا بها تخاذلهم و صغارهم و دناءتهم امام انفسهم و محيطهم.
لا تولي بالاً للعقبان التي تنهش لحمك فالله عز و جل في عليائه صدفوا عن كلامه و هو يغرقهم في أرزاقه و الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام اتهموه بالسحر و الجنون وهو يدعوهم الى الخلاص من جاهليتهم و زوجته عائشة رضي الله عنها رموها في عرضها و هي بريئة براءة الذئب من دم يوسف ،و ان رشد أحرقت كتبه لأنه لا يفكر مثلهم ، فماذا تنتظر من الناس غير الانكار و النكران و الاقصاء و الاراجيف ان كانوا لا يطالون قامتك.
هوّن عليك و سر قدما في طريقك و ثق أن الذي هداك الى ذاك القرار او الموقف أو الفعل هو وحده الذي سينير دربك و يزيل الشوك عنه و ينصرك و لو بعد حين .
وصدق المتنبي في قوله:
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
أين هم الذين رموا المتنبي بكل قبيح ؟ ذهبوا هم و بهتانهم و بقي هو خالدا على مرّ التاريخ .
الأفعال العظيمة اذن غير ميسّرة الاّ لذوي النفوس الكبيرة و العقول المستنيرة و الهمم العالية فلا تجعل لمن يستهين بها اليوم طريقا الى فكرك .
تجاوز و سر على دربك و تقدم بمعية الله..
و من سار على الدرب وصل امّا الى نصر مؤزّر في الدنيا أو الى جنان الرحمان في الحياة الاخرى، فالعبرة بالنهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *