الرئيسية قصص و خواطر زمن الغلمان

زمن الغلمان

بقلم وهيبة جموعي
0 تعليقات
A+A-
إعادة

ذكّر أحدهم بهذه الآية الكريمة “أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون” معلقا على وضع عربي بئيس:انّ المجتمع الفاسد اذا لم يجد للمصلحين تهمة عيّرهم بأجمل ما فيهم .

فقلت: حقاّ نحن في زمن انقلب فيه سُلّم القيم فصار فيه الظالم يمجّد والمظلوم يداس بالاقدام، والجلاّد يُدافَع عنه والضحية تُلام، والساقط يصفّق له والشريف يُهان بين صامت أو متواطئ أو غائب أو مغيّب جبان.

فأمّا المقاوم فهو يُحارَب في كل مكان وأمّا من ينكر المنكر فهو مُدان. .

هوذا زمن الغلمان.

ثم حضرني قول أديب ، مفكر وطبيب مصلح وهو يتأمّل أحوال الناس .كتب الدكتور مصطفى محمود :.إذا أردت أن تفهم إنساناً فانظر إلى فعله لحظة اختيار حر، و حينئذ سوف تُفاجأ تماما فقد ترى القديس يزنى و قد ترى العاهرة تصلى وقد ترى الطبيب يشرب السم و قد تفاجأ بصديقك يطعنك و بعدوك ينقذك و قد ترى الخادم سيدا في أفعاله و السيد أحقر من أحقر خادم في أعماله، و قد ترى ملوكا يرتشون و صعاليك يتصدقون.

انظر إلى الإنسان حينما يرتفع عنه الخوف و ينام الحذر وتشبع الشهوة وتسقط الموانع فتراه على حقيقته يمشى على أربع كحيوان ، أو يطير بجناحين كملاك ، او يزحف كثعبان ، أو يلدغ كعقرب ، او يأكل الطين كدود الأرض .

ذهبت مع هذه الكلمات حتى أطلّ أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام بأروع منها :

وكأنه صبّ شلاّلا من نور على المكان والزمان ، وكأنه يؤكد أنه لا يفلح الاّ الصادقون، الأطهار ، وكأنه يأبى الاّ أن يرفع المقام عاليا الى عنان السماء غير مبالٍ بنعيق الغربان.

هوذاك اذن:النصر أو الشهادة ولا ثالث لهما .

فامّا نصر يغيظ العدا وامّا شهادة لا حزن ولا حرب بعدها لا يفوز بها الاّ ذو حجظ عظيم.

فليتأمّل الانسان اختياراته وبدلا من لوم الذين اختاروا العلياء فلينهر الواطي نفسه التي ركنت الى الوحل وغاصت فيه.

قد يعجبك أيضا

أترك تعليقا