من رواية “نانّا … قصة امرأة فحلة!”

القلب خائف…

القلب يرتجف فترتجف معه أوصال الجسد كلها ، و الفتاة عند كومة الأحجار تفكر في مصير أخيها الذي لم يبن له أثر طول اليوم..”استره يا رب !..استره !"

و شعر الليل بالحرج من طفلة تنام عند الجدار…

و شعر البرد بقسوته اتجاه طفلة بدون ستار…

و شعر "الدوار" بالخجل من البراءة التي لم يعرف كيف يداريها عن عيون الليل و البرد و الخوف .

و دخل الليل و البرد و الخوف في محاورة طويلة و مفاوضات متواصلة اكراما للغريبة الصغيرة.

حاول الليل أن يخفّف من ظلامه، و اتفق البرد على أن ينقص من قسوته. أما الخوف فطفق يبتعد قليلا..يبتعد جانبا…خاف على الصبية التي لم تبلغ بعدُ من ضجيج الأحزان.

و حاولت الطفلة أن تنسى الليل و البرد و الخوف..أن تنسى المكان و الزمان..راحت تتذكر أمها..استحضرتها…بكل حواسها،بكل طاقتها راحت تجيئ بها اليها…وضعت رأسها على حجرها و غاصت في دفئها و الدموع سجام…

راحت الأم تحكي كأيام زمان …

كان يا مكان…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *