نهايتها … موت

في نهاية المطاف الموت لا يمارس التمييز و لا يفرق بين الملك و ماسح الأحذية . ليس الموت عنصريا و لا ظالما و لا يأبه بالنياشين و الاوسمة أو الأرصدة أو القصور و الضياع التي يملكها البعض. لا يبالي الموت بالحسب و النسب و العرش و القبيلة . لا يهمه الجاه و المنصب و السلطان ، يعامل من في سدّة الحكم كما يعامل المتشرد على ارصفة الطرقات ، بنفس الطريقة يسقيهم من نفس الكأس فهو يسوّي بين الجميع دون استثناء.
عادل هو الموت في مروره المهيب و القاسي على الجميع .
طاحونة تفري الكل و تنهيهم في الوقت المعلوم دون أن يستطيع ردعه رادع أو يحول دونه حائل حتى حبّ الله لعباده الأصفياء و على رأسهم حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم اذ ينبّئه بهذه الحقيقة القاسية في قوله “انك ميّت و انهم ميّتون”.
فلمَ كل هذا الهرج و المرج و كلّ شيء الى زوال ؟ لمَ هذه الفوضى المنتشرة في العالم ، هذا التسابق الى من يكون الاقوى ، هذا التهافت على الماديات ، هذا الظلم لضعاف البشر ، هذه الحروب البشعة و السخيفة التي لا معنى لها و لاهدف الّا اعطاء الموت لمن هم الأضعف في انتظار أن يُعطاه من يظنون أنهم الأقوى ؟ لمَ هذا الانكار لنهاية النهايات و لأبرز الحقائق الثابتة في الحياة؟ لمَ كل هذا ما دامت الدنيا فانية نخلّفها وراءنا و نمضي حفاة ، عراة الى دنيا أخرى تتقدمنا فيها أعمالنا و أفعالنا فقط و يستقبلنا على بابها تراب منه خلقنا جميعا؟

عش ما شئت فانك ميّت ****و احبب من شئت فانك مفارقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *