من هواجس نملة على شرفة العالم

الفاتح جانفي 2022

و هي تستقبل السنة الجديدة 2022 على شرفة الحياة المقابلة للعدم ، على شفا العالم الذي خلقه الله للعمران و يريد المجانين أن يحوّلوه الى أرض يباب ، و هي تودّع عاما بمحموله و زخمه ، بالابتسامات التي قلّت فيه و الدمعات التي تناسلت ، بالجمالات التي ندرت خلاله و القبح الذي ما فتئت رقعته تكبر و تكتسح كل شيء ، بالسقطات التي تواصلت مع تناثر حبات عقده و الوقفات التي تضاءلت ، بأهواله ، بتقزم الافراح فيه ، بتجبّر الاحزان و الامراض و كوكبتها من القلق و اليأس و الاكتئاب ، بالظلم الذي ساد في كل مكان و العدل الذي يذوي تحت الاعين المتواطئة ، الخائفة أو المستكينة ، بالحق الذي ضاع و الجهل الذي ضيّع ، بالفقر ، بالجوع ، بالجفاف ، بصراخ المستضعفين في الأرض الرافعين أيديهم الى رب السماء ، بانهيار القيم العالمية التي تعارفت عليها البشرية منذ فجر الوجود ، بتفكك العقد الاجتماعي و انسلاخ الانسان عن انسانيته بكل وقاحة وتبجّح ، بغياب الرحمة و تفشي الجور … و بكورونا التي أصبحت شبحا مخيفا يلازم يومياتنا و لا نستطيع منه فكاكا و موكبها من علامات الاستفهام و التعجب و السخط و اللغط الكبير . بكل ما سبق و رغم ما كان و يكون لازالت النملة الصغيرة و هي الشاهدة على تفسخ ، انحلال و تردي الانسان المعاصر في محاولاته الجنونية لعبور الزمن و العودة الى جاهلية الانسان البدائي  تؤمن بأن شعاع النور و لو كان باهتا قادر على تبديد أحلك الظلمات، فاذا بها توجه هذه الكلمات للحيارى و المتعبين : لا تبتئسوا و افسحوا لذلك الشعاع طريقا الى قلوبكم ، افتحوا له حواسكم

و عقولكم و تفكروا في ان البحث عن النور هي مهمة الانسان المقدسة ، و ان أي شعاع يصادفكم و لو كان ضعيفا يحمل لكم رسالة فيها أمل متجدّد ربما يقود الى بؤر نور أخرى فيها ما يبدد وحشتكم و تطيب له نفوسكم . فلا تستهينوا بحكمة النملة !

و لازالت النملة تناطح الفيل…

مع أصدق الدعوات بان تحمل السنة الجديدة سلاما و رحمة لكل الطيبين في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *